من المعروف ان نقاط السم بأى نوع تكون به بعض المراره لذلك افضل شيء لدس السم هو العسل لشدة حلاوته وهنا يكون السر
فمثلا من الممكن ان تكون تمدح انسانا مدحا جميلا ولكنك تقصد شيء مرير من ورائه كما حصل في ذات مره مع خليفه من الخلفاء المسلمين حيث ذات مره قالت له اقر الله عين الامير فغضب غضبا شديدا منها وقال لها لابارك الله فيك فقال له من حوله بالمجلس انها تدعوا الله لك بقورة العين فقال لهم لا ان قصدها هو ان يقر الله عيني وهي ان تغور بعد وفاتي وتقر بمكانها ولا تتحرك فهنا دس السم بالعسل
فدس السم في العسل وهو توجيه الكلام الجيد البرئ المراد به خير ولكن في الاساس المراد به الشر.
فكثيرا ما يصادفنا اشخاص بارعون فى دس السم في العسل ليشرب الناس سمهم جرعة. جرعه دون ان يبدو استياء او حتى استنكار فهم يرتدون اقنعه ويبتسمون طربا من وراء اقنعتهم وهم لا يملون همزاً ولا لمزاً ويتفننون في دس السم بالعسل بمعايير خاصة وفق مقاييس الجهلة المغرر بهم الذين يصدقون كل ما يقال لأن من يقوله يؤدي فريضة التمثيل الشرعي .
ترى بعض الناس في احاديثهم ومنشوراتهم يمثلون دور الناصح والموجه والاستاذ الذي هدفه الخير وصلاح المجتمع دون ان تكون له اهداف اخرى خاصه . تجد كلامه و كتاباته عباره عن مواعظ وعبر في مجملها وكلها عسل في عسل ولكن عندما تدقق بين السطور تجد السم الذي يحاول ان ينفثة هل كل من سيقرأو له من الممكن ان يستطيعوا ان يكتشفوا هذا السم ؟ صعب جدا من القراء والمستمعين اصحاب الفكر البرئ الذين ينجرفون وراء هذا الناصح والموجه دون ان يكتشفوا ما يبثه من سموم ويدافعون عن ما يبث دون معرفة اهدافه.
ومنهم من يتأثر بما ينفثه من سموم ويتبعونه فيما يبث ويساعدونه على ذلك . ومنهم من يتأثر به تأثر كامل ويحققون له اهدافه المريضة. ومنهم من يكتشف كلماته المريضة ويقف له بالمرصاد هناك فئة كبيرة من الجمهور وخصوصا من الأشخاص حسنة النية الذين يتأثرون بما ينفثة هؤلاء وبسهولة .
وعندما أرى كمية الأقنعة التي تساقطت عن الوجوه أسبح الله وأتساءل من كان يصدق أن هذا يحدث بين عشية وضحاها لشخصيات بارعه فى كل كلام يحمل للعديد من المعانى فأحترسو من هؤلاء الأشخاص فقد يستطيع ان يدبر كل المكائد والتفرقه وهو مدعيا حسن نيته